كابتن وليد أحمد فؤاد: لولا الدعم الكبير لعائلتي لما أصبحت سباحا عالميا
• كنت أول سباح يحصل على ذهبيتين في المسافات الطويلة والقصيرة
• أعشق بلدي.. ورفضت فرصًا كثيرة بالخارج حبا في مصر
• أحترم التخصص.. وأتحدى نفسي لتحطيم الرقم القياسي للمرة الرابعة
حوار: عبد الله وليد وسلمى السيد
استطاع السباح وليد فؤاد تحطيم رقم قياسي عالمي، ويعد أول سباح مصري وعربي وإفريقي ينال الذهبية في سباق 400م سباحة بالزعانف المزدوجة في بطولة العالم للماسترز في كولمبيا؛ كما استطاع تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباقات الـ long distance وهي سباقات البحر المفتوح، صاحب الميدالية الذهبية في بطولة العالم للماسترز للمسافات الطويلة في إيطاليا عام 2022/ 2023. وقد تمكن السباح وليد فؤاد من تحطيم الرقم القياسي لثلاث مرات على التوالي، وهو السباق الخاص به والمتميز فيه، وهو سباق الـ 400م زعانف مزدوجة.. وفي هذا الحوار نتعرف على رحلة هذا السباح الكبير.
* في أي عمر كانت بدايتك في السباحة؟
– بدايتي في تعلم السباحة التقليدية أو السباحة في العموم كانت في سن الخامسة عن طريق والدي, وفي سن العاشرة كانت بدايتي في السباحة الاحترافية، وبدأت حينها في الدخول في فرق الناشئين في نادي الصيد الرياضي.
شعور بالإنجاز
* حصلت على بطولة العالم لأكثر من مرة, فما هو الشعور الذي كان يطغى عليك في تلك الأوقات المليئة بالنجاح العارم؟
– بدون أي مبالغة فهو شعور بالسعادة والفخر لا يوصف, ستفشل محاولاتي لوصف ذلك الشعور المميز, شعور الإنجاز من بعد تعب وإرهاق وضغط نفسي لن يتخيله أحد, بالطبع هو شعور خيالي.
* كيف انضممت للبعثة المصرية؟
– بفضل ربنا, ثم الكابتن سامح الشاذلي، رئيس الاتحاد المصري والعربي للكومباز؛ لأنه رجل يقف بجانب كل السباحين الذين يريدون أن يفعلوا شيئًا لبلادهم، وأنا تحدثت معه وأظهرت له حاجتي حتى أبدع وأشارك.. رحب جدا وكان داعمًا كبيرًا لي؛ ومن هنا بدأنا الإجراءات الإدارية، ثم قمنا بمخاطبة الاتحاد الدولي للسباحة بالزعانف بصفته عضوا باللجنة التنفيذية، ثم سهل لإجراءات انضمامي.
تمثيل مصر!
* ما هي المراحل التي تمر بها من أول مشاركتك في بطولات محلية حتى يتم اختيارك في بعثة مهمة مثل هذه؟
– مع الوقت استطعت تحقيق مراكز على المستوى المحلي، وعندما أحقق مراكز على المستوى المحلي، الاتحاد يبدأ ينظر لي ووقتها أنضم لمنتخب مصر، ثم من هذا أكون قادرًا على تمثيل مصر دوليا.
* كيف تمكنت من التوفيق بين حياتك كسباح عالمي, وحياتك الشخصية والعملية؟
– دائمًا ما أقول إن الرياضة والبطولات والتمارين. مع تنظيم الوقت ونظام روتينك اليومي, ستزيد من إنتاج الفرد في العموم, وسوف تكون إضافة عظيمة لحياتك بشكل عام ومستحيل أن تصبح عائقًا, فالعقل السليم في الجسم السليم, ويجب عليك أيضا التفكير بإيجابية, والمقاومة للاستمرار دون استسهال أو إحباط.
بدون دعم!
* كيف تتلقى الدعم, ومن هو أكبر داعم لك؟
– في حقيقة الأمر, السباحة من الألعاب الفردية التي لا يتلقى أبطالها الدعم الكافي من وسائل الإعلام, مثل: التايكوندو, الاسكواش, والجمباز, ولكن عائلتي كان لهم الفضل الأكبر, كانت محاولاتهم في دعمي بشتى الطرق والوسائل الممكنة هي السبب في وصولي لما أنا فيه الآن, ولو كنت تعرضت لقلة الدعم مثل رياضيين كثيرين, بصراحة شديدة كان من الصعب أن أستمر لأصبح بطلا, ومن خلال حواري هذا أناشد المسئولين ووسائل الإعلام بالاهتمام بأبطال الرياضات الفردية, وستكون المنفعة متبادلة, لأنهم إذا تلقوا الدعم الكافي, سيرفع اسم مصر عالميا بهذه الرياضات وأبطالها.
– ماذا لو عرض عليك منحة للتدريب خارج مصر؟
– أنا لا أزايد على وطنيتي؛ ولكنني أعشق تراب بلدي مصر, بكل ما فيها من مساوئ, وانتمائي الشديد لوطني هو السبب لرفضي لعديد من المنح التي عرضت عليّ بالفعل, وتطلب مني ذلك أن أتنازل عن فرص كثيرة, ولكنني فضلت أن ينتسب أي إنجاز أو نجاح أفعله لبلدي مصر.
شغف!
* ما هو السر في اختيارك لسباحة الزعانف بالتحديد؟
– هذا سؤال متشعب, ومن الممكن الإجابة عنه في عدة ساعات, ولكن باختصار شديد, أنا ابن السباحة الكلاسيكية, ولكن وقت ظهور سباحة الزعانف التي لا تقل صعوبة عن السباحة الكلاسيكية, أدركت تمييزي وشغفي الشديد بها, ومثلما يقول عني مدربي: «صاحب ضربات أرجل فولاذية»؛ لذلك قررت أن أتخصص بها، لحبي لها، وتأكدي أن إنجازي بها سيكون مضاعفًا.
* هل السباحة بالزعانف أسهل أم أصعب من السباحة العادية؟
– أنا من رأيي أنها اختلافات فردية, هناك بعض السباحين من الممكن أن يجدوا في السباحة بالزعانف أسهل نسبيا، وأن الطول لدى الزعانف يساعدهم على الأداء الحركي بسهولة أكبر؛ وآخرون يرون أن هناك صعوبة في السباحة بالزعانف، وهذا يكون في حالة أن قدمي السباح ضعيفتان؛ كل شيء لديه صعوبته.
مرحلة صعبة!
* لقد قمت بتحطيم أرقام قياسية أكثر من مرة بالفعل, فما هي خطتك القادمة؟
– بالتأكيد أن هذه المرحلة هي الأصعب بالنسبة لكل رياضي؛ لأن من بعد تلك المرحلة, سيصل إلى درجة من التشبع وغالبا سيصاب بالإحباط أو توقف لأحلامه فيما هو قادم, وبعض الرياضيين اعتزلوا بالفعل, فالتفكير الإيجابي هو الأهم في ذلك الوقت لخلق طموح وحلم جديد, أما عن الخطوات القادمة التي أسعى لها في هذه الفترة, فأنا حطمت أرقامًا قياسية لثلاث مرات في أقل من عام, وكانت تلك سابقة لا تحدث في تاريخ السباحة من قبل, فأسعى لتحدي نفسي على الاستمرار، لكي أحطم رقمًا قياسيا للمرة الرابعة, ومن ثم نفس الحلم في السباحة الطويلة والتي تتطلب نظم تدريب مختلفة تماما عن السباحة القصيرة, وأنا بالفعل بطل عالم في الاثنين وكنت أول سباح يجمع بين ذهبيتين في السباحة القصيرة والطويلة.
تخصص
* لماذا لم تتجه إلى سباحة المونو, برغم من اتجاه الكثير من السباحين لها, وما السر وراء تمسكك الشديد بسباحة الزعانف؟
– من الممكن أن أجيب عليك بسؤال آخر, ولكنني أعتقد أن السبب هو ذاته لدى سباحي المونو, فهي مسألة تخصصية, لكل منا قدرات مميزة في تخصص ما, ومستوى معين من القدرات والشغف لدى كل سباح, وإدراكي لتميزي الشديد في سباحة الزعانف هو السبب الرئيسي وراء تمسكي بها.
* بماذا تنصح الجيل الجديد؟
– أنصحهم بكلمة السر، وهي «الاستمرارية».. أحلامك دون استمرارية, طموح, تحدي, أمل, ستظل أحلاما فقط.. وأنصحهم أيضا بإحاطة أنفسهم بالأشخاص الإيجابيين الذين يقدمون لهم الدعم النفسي والتشجيع, وألا يقتربوا من الأشخاص الكسالى والسلبيين الذين يتمنون الفشل لمن حولهم؛ لأنهم الأكثر بيننا, فتمسكوا بمن هو إيجابي, وأفلتوا أيديكم من كل ما هو سلبي ومحبط.