- الصحة العالمية لا تعترف بها كمرض.. ولا يوجد علاج دوائي!
- الطب النفسي: الميول الثنائية ليست اضطرابات نفسية.. وتمثل أشكالا للتجربة الإنسانية!
- الطب الجسدي: التصالح مع الهوية المثلية صعب.. والصدمة النفسية ليست شرطا!
حوار : سلمي السيد وعبد الله وليد
علامات استفهام كثيرة تدور حول مفهوم المثلية، من الجانبين الجسدي والنفسي؛ هل المثلية بيئية أم جينية؟ سؤال يتبادر إلى ذهن كثير من الناس.. وهنا تأتي هذه الحوارات مع المتخصصين لتبرز مفهوم المثلية، وعلاجها، والتعامل الصحيح معها.. في الطب يعتبر التوجه الجنسي تفاعلا معقدًا لعوامل بيولوجية وبيئية، ورغم وجود اعتقاد شائع بأنَّ السلوك المثلي هو شذوذ أو اختلال، فقد أظهرت البحوث أنَّ المثلية الجنسية هي أحد التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية، وأنها بذاتها لا تشكل مصدرًا للمؤثرات النفسية والبيئية على الفرد المثلي.
حوار مع طبيب جسدي:
– هل المثلية الجنسية بيئية, أم بيولوجية؟
– في بداية الأمر يجب علينا أن نتعرف أكثر على المثلية الجنسية, وهي انجذاب الشخص لنفس جنسه؛ وهناك أشخاص آخرون ينجذبون للجنسين, وتوجد أقلية ليس لديهم أي انجذاب جنسي من الأساس. ومن بعد الأبحاث والدراسات, تبين لنا أنه لا يشترط صدمة نفسية أو اعتداء جنسي لكي يكون الشخص مثليا, وأن الأمر لا يتعلق بمشاكل نفسية أو عضوية, وفي عام 1960 كان يوجد 7 حالات شهيرة بالمثلية, ولكن دعينا نتعمق فيما وراء الموضوع, في تلك الفترة كان الوعي لدى المجتمع قليلا, فعندما كان الذكر يولد بتشوه ما في أعضائه الذكورية, أو يتعرض لخطأ أثناء عملية الـ «طهارة»، كان الحل الأمثل في تلك الحقبة الزمنية العارمة بتدهور الوعي الطبي, هو قطع القضيب كاملا والخصيتين, وفتح فتحة مهبلية، ومن ثم تهيئة البيئة المحيطة بالذكر المشوه لكونه أنثى؛ وكان الاعتقاد أنه من الطبيعي لذلك الذكر المحرف إلى أنثى أن ينجذب إلى ذكر, فقد عاش حياته كاملة وسط الإناث, يتعامل ويعامل كواحدة منهن!
ويحدث ذلك حتى الوصول إلى سن المراهقة, ويتم الانجذاب إلى أنثى, وليس لذكر, حينها تم تصنيف الضحايا إلى مثليين جنسيين, ولكن في حقيقة الأمر, هم طبيعيون ذوو تشوهات ناتجة عن قلة الوعي الطبي.. ومن تلك القصة, نستنتج أن المثلية أكثر بيولوجية وليست بيئية.
الهوية الجنسية
* ما الفرق بين الهوية الجنسية والميول الجنسية؟
– الهوية الجنسية ببساطة شديدة هي معرفة الفرد بنوع جنسه: ذكرًا أم أنثى؛ أما عن الميول فهي اتجاه انجذاب الفرد جنسيا؛ هل ينجذب لذكر, أو لأنثى, أو الاثنين, أو ليست لديه أي انجذابات جنسية من الأساس.
* كيف يعرف الناس أنهم مثليون أو مثليات؟
– بعض الناس يعرفون بشأن ميولهم الجنسية المثلية قبل مدة طويلة من الدخول بشكل فعلي في علاقات مع أشخاص آخرين؛ كما يبدأ البعض نشاطهم الجنسي مع الشركاء من الجنس المماثل أو الجنس المغاير قبل وسم ميولهم الجنسية بوصف معين؛ وبسبب الآراء والأحكام والتمييز يكون من الصعب على الكثيرين من أولئك الأشخاص التصالح مع هوياتهم الجنسية، فتكون عملية التعريف عن النفس كمثلي بطيئة نوعًا ما.
* هل يوجد مكان للمثلية الجنسية بين الحيوانات؟
– نعم, بعد الدراسات والأبحاث على الحيوانات البرية, اتضح أنه يوجد أكثر من 1500 فصيلة حيوانية توجد بينها علاقات مثلية!
نوع العلاقة!
* هل المثليون، خاصة الذكور, أكثر عرضة لمرض الإيدز؟
– هذا الموضوع يعتمد على نوع العلاقه الحميمية، بعض الدراسات تبين أنه يوجد على الفتحات المهبلية والشرجية نوع من الخلايا يحمي من مرض الإيدز, ولكن وجودها في فتحة الشرج يكون بصورة ضئيلة جدا, وتم اكتشاف وجود خلايا مناعية على الفتحات الشرجية تجذب مرض الإيدز, وليس لها أي وجود على الفتحات المهبلية.
* ما الأمراض التي تسببها المثلية؟
– الكلاميديا- الهربس التناسلي- الثآليل التناسلية- مرض السيلان- التهاب الكبد- فيروس نقص المناعة البشرية- مرض الزهري- سرطان الشرج.. وغيرها.
* ما هو الهرمون المسئول عن الميول الجنسية؟
– هرمون «التستوستيرون» عامل رئيسي يسهم في الدافع الجنسي لدى الرئيسيات الذكور بما في ذلك البشر.
ليست مرضًا!
* هل المثلية الجنسية لها علاج؟
– في طبيعة الأمر, منظمة الصحة العالمية لا تعترف بالمثلية الجنسية كمرض؛ وبالتالي ليس لها علاج دوائي, ولكن بعض الحالات كانت لديهم رغبة شديدة في العلاج ليتماشوا مع الطبيعة البشرية, لذلك يوجد علاج نفسي عن طريق تهيئة الفرد من البداية وإعادة دمجه مع الطبيعة البشرية من قبل المختصين النفسيين.
* هل المثلية تسبب العقم؟
– لا تسبب العقم, إلا أن مضاعفاتها من الأمراض الجنسية والتهاب القنوات التناسلية قد يسبب العقم ومشاكل أخرى.
بدون تأثير
* بصفتك طبيبًا, هل تتدخل في الأمور الدينية مع مريض المثلية؟
– كوني طبيبًا يفرض عليّ أن أتعامل مع الحالة كمريض فقط, أيا كانت أفكاري ومعتقداتي, وإذا كانت الحالة مستفزة نسبيا لي بشكل خاص, وأدركت أن معتقداتي ستؤثر على التشخيص أو العلاج، أو حتى المعاملة مع الحالة, فيجب عليّ فورا أن أحول المريض لطبيب آخر.
* ما رأيك في الحملات الشديدة ضد المثلية, ومشكلة المنتخب الألماني حين رفع علم المثلية الجنسية في قطر؟
– باختصار، وببساطة شديدة, كل مجتمع لديه عادات وتقاليد يجب على أفراد المجتمعات الأخرى احترامها, وعلى سبيل المثال, فكثير من المجتمعات الغربية ترفض أفكارنا ومعتقداتنا كمجتمعات شرقية إسلامية؛ لذلك فنحن لدينا كل الحق لرفض أي أفكار تعارض معتقداتنا، سواء دينية أو مجتمعية.
رأي الطب النفسي:
* هل المثلية لها أسباب نفسية؟
– لا يوجد إجماع عند العلماء بأنه توجد أسباب محددة، على الرغم من أن كثيرا من الأبحاث توضح مسألة التأثيرات الجينية والهرمونية والنمائية والاجتماعية والثقافية في الميول الجنسية؛ ولكن لم تظهر أي اكتشافات تتيح للعلماء الاستنتاج بأن الميل الجنسي يتحدد بعامل معين؛ ومن الاحتمالات أنها في بعض الأحيان لها أسباب، مثل التحرش في الصغر، والمشاكل الأسرية بين الأب والأم، أو تسلط زائد من الأم، أو تسلط زائد من الأب، وبالتالي يشعر الفرد بالضعف الشديد، ومن الممكن أنه عندما يتربى الفرد مثلا: ذكر وسط بيت كله إناث، غالبًا يسبب تغيرًا في طباعه وتصرفاته، والعكس صحيح، جميعها احتمالات، ولكن لا يوجد سبب معين.
* الشخص الذي لا تحدث له أي أسباب للمثلية.. هل يوجد حل لعلاجه؟
– نعم، المريض في هذه الحالة تكون استجابته أسرع وأفضل.
* ما هو علاج المثلية في الطب النفسي؟
– لا يسمى علاجًا، هو حل؛ لأن المثلية الجنسية ليست مرضًا مثل باقي الأمراض حتى تحتاح لعلاج؛ بل هو يسمى حلا، وحلها هو أنك لا تقول إن هذا أمر واقع وأنا هتعايش معاه وهتقبلها، لأنك هتعيش في صراع دائم مع نفسك؛ ومن ضمن الحلول أيضا أن نغذي في المريض الجانب الطبيعي، لو المثلي رجل تغذي فيه جانب اشتهاء المرأة.
تغيرات سلوكية
* ما هي المثلية من وجهة نظرك؟
– هي حالة أجبر عليها لتغيرات سلوكية وفسيولوجية في جسده أجبرته أن يكون مثلي الجنس.
* ما هو التصرف الصحيح عندما يكتشف الآباء أن أحد أبنائهم شاذ؟
– عدم إظهار الصدمة والاشمئزاز من الموضوع؛ لأن هذا يجعل المريض يخفي بعض الحقيقة والأمر يزداد سوءًا.
* هل تعد المثلية الجنسية اضطرابا نفسيا؟
– الميول المثلية والثنائية ليست اضطرابات نفسية؛ فالسلوكيات المثلية والمغايرة هي جوانب طبيعية من الجنسانية البشرية, فالعديد من الأبحاث والتجارب الإكلينيكية على مدار عقود دفعت بكل مؤسسات الصحة العقلية الرئيسية إلى استنتاج بأن هذه الميول تمثل أشكالا طبيعية للتجربة الإنسانية.
انجذاب جنسي!
* ما هي العلاقة بين الجنس والمثلية الجنسية؟
– يشير الجنس إلى الجوانب البيولوجية والفسيولوجية للتكاثر البشري، بينما تشير المثلية الجنسية إلى الانجذاب الجنسي والسلوك بين الأفراد من نفس الجنس. العلاقة بين الجنس والمثلية الجنسية هي أن كليهما ينطوي على سلوك جنسي وانجذاب، لكنهما ليسا شيئًا واحدًا. الشذوذ الجنسي هو توجه جنسي، مما يعني أنه نمط طويل الأمد ومستقر من الانجذاب الجنسي، في حين يمكن تعريف الجنس على أنه وظيفة بيولوجية، وهي جزء أساسي من التكاثر البشري،